FacebookTwitter



يستقبلنا في مكتبه الجديد. مكتبه السابق لحقته أضرار بالغة في "معركة عرسال" عام 2014 عندما اجتاحت الجماعات الإسلامية المتشددة من سوريا المدينة لفترة قصيرة. "أمننا الآن أفضل"، يؤكد السيد الحجيري. ويتابع (نورده بالفصحى) "مشكلتنا الرئيسية اليوم هي مشكلة اقتصادية. عدد السوريين يفوق عدد اللبنانيين بثلاثة أضعاف. ‏المنافسة كبيرة على العمل وعلينا أن نتعامل مع أربعة أضعاف كمية النفايات التي اعتدنا على ‏وجودها." وعند سؤاله عما إذا كان يرى بأن على السوريين أن يعودوا، أجابنا (نورده بالفصحى) ‏"نعلم جميعا أن الناس موجودون هنا بسبب خوفهم من الحكومة السورية. آمل أن يعودوا قريبا، ولكن بدون ‏استخدام القوة وعندما تكون عودتهم آمنة"‎.

استمع إلى السيد الحجيري
:
01:09
استمع إلى السيد عبود
:
01:07



موقف السيد الحجيري ليس موقفا ذا شعبية. فكثير من اللبنانيين سئموا الضغوط التي تفرضها استضافة هذا العدد الكبير من السوريين ويريدونهم أن يرحلوا الآن. ويتزعم أصحاب الخطاب المناهض لوجود السوريين في لبنان، بزعامة وزير الخارجية السابق والرجل القوي في البلد جبران باسيل، حملة سياسية يلقون من خلالها اللوم على اللاجئين السوريين في نسب البطالة والمشاكل الاقتصادية في لبنان، حتى أنهم يتهمون الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بتخويف اللاجئين الذين يرغبون في العودة طواعية. يقول طوني عبود، رئيس بلدية منيارة والمدافع القوي عن إعادة السوريين إلى وطنهم (نورده بالفصحى) "أنا أتفق مع الوزير باسيل. معظم السوريين ستكون عودتهم محل ترحيب بدون أي مخاطر على الإطلاق. السبب الوحيد لمكوثهم هنا هو المساعدة التي يتلقونها من الأمم المتحدة". بتشجيع من مثل هذا الخطاب، وفي غياب استراتيجية مركزية مع كيفية التعامل مع تدفق اللاجئين، فرضت العديد من البلديات في جميع أنحاء البلاد حظر التجول، في حين تتزايد حوادث العقاب الجماعي بحق السوريين.

جنود من الجيش اللبناني يقومون بدورية بشوارع مدينة طرابلس اللبنانية الواقعة في أقصى الشمال. © لوكا سيلوني.


هذا الضغط يدفع العديد من السوريين إلى مغادرة لبنان. تنهدت ريان عندما تحدثت عن صهرها ناصر، زوج ابنتها الكبرى مريم (نورده بالفصحى) "لم يعد يستطيع تحمل هذه الحياة". بعد تعرضه للضرب المبرح على أيدي عصابة لبنانية وهو في طريقه إلى عمله، سجل ناصر نفسه مع مريم التي كانت في الشهر الثامن من حملها لدى الأمن العام اللبناني، طالبا العودة إلى مسقط رأسه السّْفيرة في ريف حلب.

سيدة تقف بجانب جميع أمتعتها وهي تستعد للعودة إلى سوريا. © روشان دي ستون.


سيدة تمشي بين الخيام والمباني على الحدود اللبنانية-السورية لعرسال. © ديفيد ل. سوبر 2019


أضواء من سوريا يمكن رؤيتها من قرية القاع الحدودية في لبنان. © ديفيد ل. سوبر 2019



منذ ذلك الوقت، كثفت الحكومة اللبنانية جهودها لإخراج السوريين عن طريق عمليات الترحيل الجماعي. فبعد يومين من هدم مخيم الياسمين، جرى ترحيل 16 رجلا سوريا انطلاقا من مطار بيروت نحو سوريا بعد إجبارهم على توقيع استمارات العودة الطوعية. وما بين أيار/مايو وآب/أغسطس من هذا العام، أكد الأمن العام اللبناني أنه تولى ترحيل أكثر من 2700 سوري، أي بمعدل 22 سوريا في اليوم. وطالما حذرت المنظمات القانونية وجماعات حقوق الإنسان في لبنان والخارج المجتمع الدولي من عدم القانونية ومن المخاطر الكامنة فيما يخص الخلط بين خطط العودة "الطوعية" وبين ممارسات الترحيل غير القانونية. ومنذ نيسان/أبريل من هذا العام، بات بالإمكان ترحيل السوريين بمجرد أمر شفهي من النيابة العامة يكون معللا بادعاء من الحكومة أن سوريا "آمنة" لكي يعودوا إليها.