FacebookTwitter
découvrir

لم يبق في ورشة لوديف سوى ثلاث حائكات وحائك واحد من عائلات الحركى. النساء المسنات غادرن الورشة منذ زمن بعيد، بعضهن توفين وأخريات تقاعدن.

لكن رغم ذلك لا تزال "روح" هؤلاء الحائكات الاستثنائيات تسكن جدران الورشة وتضئ الطريق للحائكات الشابات مثل مباركة نور الدين التي عملت في الشركة الوطنية للأثاث لمدة 23 عاما قبل أن تعود إلى مسقط رأسها في لوديف لتواصل التحدي وتسير على خطى والدتها وكل زوجات الحركى اللواتي تقاسمت معهن أوقاتا حميمية.

مباركة نورالدين بنت حركي، اختارت المشي على خطى والدتها. بعد اجتيازها المسابقة بتفوق، عملت لمدة 23 عاما في باريس كحائكة، قبل أن تعود اليوم إلى لوديف لتستمر في حمل المشعل.



ماري إلين بلانشار، هي الأخرى كانت تعمل في الشركة الوطنية للأثاث بباريس، انتقلت إلى لوديف مع زوجها الذي وجد عملا في هذه المدينة الجميلة.

التحقت بالورشة وشاركت أفراح وأتراح الحائكات الجزائريات المسنات وتعلمت الكثير منهن كما تقول.



بونوا جوربا إي كامبو، شاب دخل إلى الشركة الوطنية للأثاث بعد أن فاز بالمسابقة. هذا التقني يعشق فنون النسيج ويستعين بكل التقنيات التي تعلمها لحياكة أفخر سجاد في العالم.

لكنه في الوقت نفسه لا ينسى الإرث المادي والمعنوي الذي تركته الحائكات الجزائريات. فهو يشعر دائما بأن "روح" هاته النساء لم تغادر ورشة لوديف وخيالهن يرافقه دائما.



من سيحفظ ذاكرة الحائكات الجزائريات؟

تنشط مليكة شوا، رئيسة جمعية "جيل الحركى، الحفاظ على الذاكرة" من أجل المحافظة على الإرث المعنوي والمادي لعائلات الحركى بمدينة لوديف وللحيلولة دون وقوع هذا الإرث في طي النسيان.

ولتخليد ذاكرة هؤلاء النساء، تعتزم الجمعية التي تأسست في 1989، نشر كتاب يروي القصة الكاملة للحائكات الجزائريات يجمع صورهن وذكرياتهن التي ميزت الورشة على مدار أكثر من خمسين عاما. لكن حتى الآن، لا تزال كل الأبواب مغلقة من أجل الحصول على وثائق من الأرشيف الفرنسي تتحدث عن هذه العائلات وتاريخها. ورغم طلب رئيسة الجمعية شوا من بلدية لوديف منحها إياها، إلا أنها قوبلت بالرفض بدون أن تعرف السبب كما تقول.

وتعتقد مليكة شوا أن الدولة الفرنسية لم تكرم بشكل كاف هؤلاء النساء، بل تعمدت تركهن في الظل لأسباب مجهولة حسب ما أضافت. وقالت إن فرنسا "استغلت خبرتهن وقدراتهن النادرة في حياكة السجاد الفاخر الذي يزين قصور الجمهورية والسفارات الفرنسية وأماكن عريقة أخرى".

وقالت "لم يتم نصب حتى لوحة تذكارية واحدة تكريما لأولئك الحائكات. ولم يتم الحديث عن معاناتهن عندما كن في المخيمات وعن الجهود الكبيرة التي بذلنها في الورشة والخبرات التي أتين بها من الجزائر".

وأنهت "نطلب من الدولة الفرنسية أن تنظم تكريما حقيقيا لهؤلاء النساء اللواتي ساهمن في إثراء التركيبة الاجتماعية والاقتصادية لمدينة لوديف".



منظر عام لورشة لوديف © آسيا حمزة
ماري إلين بلانشار تشرع في قص السجاد © آسيا حمزة
آلة النسيج في ورشة لوديف © آسيا حمزة
مادة الصوف تأتي من أستراليا أو من نيوزيلاندا © آسيا حمزة
أدوات يتم استخدامها لنسج السجاد © آسيا حمزة
آلات للحياكة متعددة الألوان © آسيا حمزة
أهداب السجاد ملونة بالأحمر © آسيا حمزة
المسطرة والمشط والإبرة من بين الأدوات التي تستخدمها الحائكات © آسيا حمزة