logo


كنت بين نارين: "جبهة التحرير الوطني"، من جهة، والجيش الفرنسي، من جهة أخرى. وفي النهاية قررت الانضمام إلى الجيش الفرنسي في فبراير/شباط 1955 وهو ما وفر لي راتبا شهريا يكفي لتلبية احتياجات عائلتي. عملت من 1957 إلى 1962 سائق شاحنة عسكرية تنقل المواد الغذائية من عنابة إلى المدن القريبة من الحدود التونسية. لكنني رفضت حمل السلاح. وعندما رحلت إلى فرنسا، عملت سائقا لدى الجيش في مدينة "كاليه" في الشمال. وفي السبعينيات، حصلت على وظيفة عامل تنظيف في الشرطة وبقيت فيها سبع سنوات

قنصلية الجزائر في مدينة "مونبلييه" لم توفر لي أية ضمانات. أخاف من شرطة الحدود عند وصولي إلى مطار قسنطينة


القائمة الرئيسية


شهادات الحركى

سافرت عدة مرات إلى المغرب وتونس لأشم رائحة المغرب العربي، لكن الخوف ينتابني عندما يتعلق الأمر بالذهاب إلى الجزائر. لم أعد إلى هناك منذ عام 1962، وأرغب اليوم في العودة لألقي نظرة أخيرة على تراب وطني وأزور قبري أمي وأبي لكنني أدرك أن كل هذا محض خيال

عائلتي تبرأت مني بحجة أنني اخترت الجيش الفرنسي. والناس يتهمونني بالخيانة. لكنني لم أسبب الأذى لأحد ولم أقتل أحدا. في عام 1977 ذبح مجهولون أختي في عنابة. لم يبق لي سوى أخ واحد في الجزائر عمره اليوم 60 عاما. أشتاق كثيرا لرؤيته وأخشى أن أرحل عن الدنيا قبل أن أراه

رابح سلطاني

أرغب اليوم في العودة لألقي نظرة أخيرة

على تراب وطني وأزور قبري أمي وأبي

إبراهيم سعدوني