logo

حسن عرفي


لا أحلم أبدا بالجزائر. لقد اخترنا مغادرتها. ربما لم يكن خيارنا صائبا. لكن آنذاك – أي في 1962- لم نكن نتصور أن تصبح الجزائر يوما ما جزائرية. ولدت في مدينة العطاف - وسط غرب الجزائر- وعشت فيها 20 سنة. لقد تركت هذا البلد الجميل دون أن اكتشف أسراره

خمسون عاما مرت دون أن أعود مرة واحدة إلى الجزائر. ولماذا أعود إليها؟ لكي أجرح قلبي من جديد وأسترجع حزني وعذابي عندما كنت شابا؟ يجب القول أيضا إن الجزائر لم تقم بأية خطوة لكي تستقطبنا من جديد. بالعكس، الرئيس بوتفليقة وصفنا "بالعملاء" خلال إحدى زيارته إلى فرنسا. وأنا لا أنتظر شيئا من فرنسا اليوم. كل ما عليها هو أن تعترف أنها لم تساعد الحركى بعد هروبهم من الجزائر ولم تقدم لهم أبسط حقوقهم

الطاهر بن الباش آغا


والدي اختار الوقوف إلى جانب فرنسا حبا بوطنه الأصلي الجزائر لأنه آمن أن الجزائر لن تزدهر وتتطور إلا في ظل الحكم الفرنسي، لذلك شكل مجموعات مسلحة مكونة من الحركى في منطقة الورسنيس كي لا تقع هذه المنطقة في أيدي الثوار الجزائريين نظرا لموقعها الجغرافي الإستراتيجي. لكنه رغم ذلك كان يؤمن بالنضال الوطني الجزائري شريطة ألا يؤدي هذا النضال إلى خروج فرنسا من الجزائر


عندما وصلت إلى فرنسا، عملت مع والدي الباش آغا بوعلام وكنا نستقبل الحركى الذين غادروا الجزائر ونقدم لهم المساعدات الغذائية والطبية ونناضل كي تمنحهم فرنسا الحق في الاستفادة من الضمان الاجتماعي. كان علينا تأدية هذا الواجب لأن الحركى كافحوا إلى جانب والدي من أجل أن تبقى الجزائر فرنسية

القائمة الرئيسية


أبناء الحركى