FacebookTwitter




أطلق المشير خليفة حفتر بداية أبريل/ نيسان الماضي عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، حيث يوجد مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل المجتمع الدولي برئاسة فايز السراج. ومنذ ذلك الوقت لم ينجح مجلس الأمن الدولي في فرض وقف لإطلاق النار في البلد التي تعاني من الفوضى منذ سقوط نظام القذافي عام 2011. وتزداد الأوضاع الميدانية تعقيدا منذ هزيمة قوات حفتر (الجيش الوطني الليبي) في غريان جنوب غرب طرابلس في 26 يونيو/حزيران 2019. أما سياسيا، فرجلا ليبيا القويان يتبادلان الاتهامات بالحصول على دعم عسكري من قوى خارجية.

والمشير حفتر المولود عام 1943 هو المشير حفتر المولود عام ضابط هو ضابط سابق بالجيش الليبي، وانشق عنه في ثمانينات القرن الماضي. وتلقى حفتر جزءا من تعليمه العسكري في الاتحاد السوفيتي السابق، كما أنه عاش عدة سنوات في منفاه بالولايات المتحدة، قبل أن يعود إلى بنغازي شرق ليبيا عام 2011 ، في خضم ثورات الربيع العربي. وبفضل رفاقه العسكريين، استطاع حفتر أن يلعب دورا عسكريا هاما في مواجهة المجموعات الإسلامية المسلحة المنتشرة وقتذاك في الشرق والجنوب الليبي.

ومنذ بداية الأزمة الليبية، لم ينفك حفتر عن تقديم نفسه كالرجل القوي الوحيد القادر على ضمان الاستقرار في البلاد والقضاء على الحركات الجهادية. رسائل حفتر وجدت آذانا صاغية خاصة في باريس وموسكو والقاهرة، ومؤخرا في واشنطن.

أما غريمه فايز السراج فيعتمد على دعم قطر وتركيا.





نص: مارك ضو/ اقتباس: شيماء عزت / فرانس24
حقوق الصور: فرانس24 / أ ف ب / رويترز
تصميم: ستوديو غرافيك / فرانس ميديا موند
مسؤول التحرير: مها بن عبد العظيم
سكرتير التحرير: فؤاد حسن
سكرتير التحرير: فؤاد حسن
مديرو التحرير: نبيل الشوباشي، فانيسا بورغراف، نبيل عوادي

جميع الحقوق محفوظة © يوليو/تموز 2019
Member Bio image

رئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمشير خليفة حتفر، بالقرب من باريس في 25 يوليو/تموز 2017. أ ف ب

فرنسا، الوسيط المتهم بالازدواجية

داعم لحفتر

رسميا، على المستوى الدبلوماسي، تدعم فرنسا عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة بين الغريمين الليبيين، بل وشغلت دور الوسيط القوي في النزاع حين جمعت بين خليفة حفتر وفايز السراج على طاولة واحدة في يوليو/تموز 2017 ثم في مايو/أيار 2018 دون جدوى... خصوصا وأن حكومة فايز السراج، حكومة الوفاق الوطني، تتهم السلطات الفرنسية بالازدواجية في تعاملها مع الملف الليبي، وبدعم الخصم خليفة حفتر في الكواليس. ويذكر أن خليفة حفتر تلقى العلاج في فرنسا في أبريل/نيسان 2018. الحكومة الفرنسية من جانبها، أقرت بتقديم معلومات استخباراتية للمشير حفتر الذي تعتبره حليفا قويا في الحرب على الإرهاب. ففي 2016، قتل ثلاثة جنود فرنسيين خلال مهمة استخباراتية في الشرق الليبي. وكان للهجوم الذي شنته قوات حفتر على الجنوب الليبي مطلع يناير/ كانون الثاني 2019، دور فاعل في دحر المعارضين المسلحين للرئيس التشادي إدريس ديبي، الذي تعتبره باريس حليفها الأول في قوة برخان الفرنسية العاملة في منطقة دول الساحل. وتنفي فرنسا تقديمها أي دعم لقوات الجيش الوطني الليبي في هجومها على طرابلس، كما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف إطلاق النار. لكن باريس وجدت نفسها في موقف محرج حين أقرت بملكيتها لصواريخ "خارج الخدمة" عثر عليها داخل قاعدة عسكرية تابعة لقوات حفتر بالقرب من طرابلس مطلع الشهر الجاري، مع تمسكها بالتأكيد على أنها لم تزودها بها.

Member Bio image

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله للمشير حفتر في القاهرة، أبريل/نيسان 2019. أ ف ب

مصر، الجار المهتم

داعم لحفتر

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو أحد الحلفاء الرئيسييين للمشير حفتر الذي يطلق عليه معارضوه "سيسي ليبيا" بسبب ميوله السلطوية المزعومة. الرجلان يتشاركان على وجه الخصوص العداء الشديد لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تتحالف بعض الأحزاب المؤيدة لها في ليبيا مع حكومة الوفاق الوطني.
واستقبل حفتر، الذي أكمل جزءا من دراسته في القاهرة، لمرات عدة في العاصمة المصرية، ويدعمه الرئيس السيسي باسم "مكافحة الإرهابيين والجماعات المتطرفة".
القاهرة التي أشادت مؤخرا بدور الجيش الوطني الليبي في "خلق مناخ ملائم للحلول السياسية في ليبيا" ترى في المشير حفتر ضمانة للاستقرار في شرق ليبيا حيث تتقاسم حدودا بطول 1100 كيلومترا مع مصر.

Member Bio image

ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان والمشير خليفة حفتر، 8 يوليو/تموز 2017 في أبو ظبي. أ ف ب

الإمارات العربية المتحدة، في مقدمة الحلفاء

داعم لحفتر

الإمارات العربية المتحدة، المنخرطة أكثر من السعودية ميدانيا في الصراع الليبي، تمثل مع مصر أهم حلفاء المشير حفتر الذين تشاركهم المعارضة الشرسة لجماعة الإخوان المسلمين في وقت تم فيه توجيه اللوم لحكومة الوفاق الوطني على التحالف مع ميليشيات إسلامية وأحزاب محسوبة على الجماعة.
وبالرغم من أن أبو ظبي دعت مؤخرا كافة الأطراف في ليبيا إلى وقف التصعيد وتنشيط عملية الوساطة السياسية التي تقودها الأمم المتحدة ، فإن حكومة الوفاق الوطني تتهمها بانتظام بإمداد قوات حفتر بالسلاح، في خرق للحظر المفروض من قبل الأمم المتحدة على ليبيا منذ 2011.
ووفقا لوثيقة تسلمها مجلس الأمن، فتح خبراء من الأمم المتحدة في 7 مايو/ أيار 2019 تحقيقا حول إمكانية تورط الإمارات عسكريا في ليبيا، وذلك بعد أن أطلقت طائرات مسيرة صينية الصنع يمتلك الجيش الإماراتي مثلها صواريخ من نوع بلو آرو" في أبريل/نيسان.

Member Bio image

الملك سلمان والمشير حفتر في الرياض، 27 مارس/آذار 2019. رويترز

السعودية، الداعم الخير

داعم لحفتر

تنظر دول الخليج وعلى رأسها السعودية إلى بعض تيارات الإسلام السياسي ولا سيما جماعة الإخوان المسلمين، المدعومة من خصيمتها قطر، على أنها عدوها الأول. على الساحة الليبية، وجدت الرياض في المشير خليفة حفتر ضالتها، فهو رجل شرق ليبيا القوي الذي يقدم نفسه على أنه سد في وجه الإسلاميين الذين تتهمهم دول الخليج ببث الفوضى في العالم العربي خلال ثورات عام 2011.
الملك سلمان استقبل شخصيا المشير حفتر في مارس/ آذار 2019، وإن كانت السعودية لا تزال توجه تركيزها بصورة أكبر نحو الحرب في اليمن، وتترك حليفها الإماراتي في الصف الأمامي في ما يتعلق بالملف الليبي.

Member Bio image

المشير خليفة حفتر لدى خروجه من مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو، 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2016. أ ف ب

روسيا، الضامن الدبلوماسي

داعم لحفتر

حفتر الذي تلقى دراسته العسكرية في الاتحاد السوفيتي، زار موسكو عدة مرات في السنوات الأخيرة. وكرمته روسيا رسميا خلال احتفال كبير أقيم على متن حاملة الطائرات الروسية "كوزنتسوف" في يناير/كانون الثاني 2017. وبرغم اعترافه رسميا بحكومة الوفاق الوطني على غرار المجتمع الدولي، حال الكرملين في 7 أبريل/ نيسان الماضي دون إصدار قرار من الأمم المتحدة يدعو قوات حفتر إلى إنهاء هجومها على العاصمة الليبية. روسيا اعتبرت أن "كل الأطراف" يجب أن تعمل من أجل تجنب "حمام دم" في ليبيا.

Member Bio image

لرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى مكالمة هاتفية مع المشير حفتر في 19 أبريل/نيسان 2019. أ ف ب

الولايات المتحدة، الضيف المفاجأة

داعم لحفتر

إن كانت الولايات المتحدة قد ثبتت طويلا على موقف الحياد، فقد انضمت مؤخرا إلى معسكر داعمي المشير حفتر، وذلك بعد مكالمة هاتفية في 19 أبريل/ نيسان 2019 بين دونالد ترامب والرجل القوي في شرق ليبيا الذي مكث عدة سنوات في المنفى الأمريكي. المكالمة تركزت حول "الرؤية المشتركة" بشأن مستقبل المسار الديمقراطي في ليبيا، حسب ما جاء في بيان البيت الأبيض. واشنطن أشادت أيضا "بالدور الهام الذي يلعبه حفتر في مكافحة الإرهاب وفي تأمين الموارد النفطية في ليبيا". وظهر هذا الدعم الدبلوماسي جليا حين أجهضت واشنطن محاولة استصدار قرار أممي مطلع يوليو/تموز 2019 يدين الهجوم الدامي على مركز مهاجرين بتاجوراء والذي حملت عدة جهات مسؤوليته لقوات حفتر.

Member Bio image

رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي (يسار) والمشير خليفة حفتر، 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 في باليرمو الإيطالية. رويترز

إيطاليا، وسيط على الأرض النفطية "الملغمة"

محايد

تمتلك إيطاليا مصالح هامة جدا في مستعمرتها السابقة ليبيا، خاصة من خلال مؤسستها النفطية "إيني". وضمانا لاحترام العقود المالية والبترولية، تدعم روما حكومة الوفاق الوطني الليبية. الإيطاليون الذين يعتبرون أنهم "أولى" من الفرنسيين بليبيا لأسباب تاريخية ينتقدون لعب فرنسا دور الوسيط ويدعون إلى حل سياسي. فروما التي تخشى اتساع نفوذ عملاق النفط الفرنسي توتال على حساب شركتها المنافسة "إيني"، تستمر في التعامل بحذر مع المشير حفتر الذي يسيطر على غالبية حقول النفط الواقعة في الشرق الليبي. فبالنسبة للدبلوماسية الإيطالية، يظل المشير حفتر "لاعبا أساسيا في الساحة الليبية، ومحاورا لا يمكن إغفاله".

Member Bio image

رئيس الوزراء التركي يلدريم مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج خلال استقباله رسميا بأنقرة، 8 فبراير/شباط 2017. أ ف ب

تركيا، راعي حكومة السراج

معاد لحفتر

تركيا، الراعية للإسلام السياسي، على غرار قطر، منخرطة في النزاع الليبي من خلال دعمها الكلي والمعلن لحكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج. هذا الدعم العسكري المتمثل في إمداد قوات حكومة الوفاق الوطني بالطائرات المسيرة والآليات والطائرات الحربية، أقره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان علنا، وذلك على الرغم من الحظر الأممي على الأسلحة في ليبيا. كما مكن هذا الدعم تعديل موازين القوى في مواجهة قوات المشير حفترالتي كانت تشق طريقها نحو طرابلس. وجاءت هزيمة قوات حفتر في غريان جنوب غرب طرابلس، في 26 يونيو/ حزيران 2019 في خضم تقدمها، لتشكل ضربة موجعة للمشير حفتر. قوات الجيش الوطني الليبي اتهمت تركيا بالتدخل المباشر في المعارك من خلال "جنودها وطائراتها وبوارجها الحربية"، مهددة باستهداف المصالح التركية على الأراضي الليبية.

Member Bio image

صورة من الأرشيف لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني

قطر، راعي خصوم حفتر

معاد لحفتر

قطر، التي شاركت عسكريا مع حلف الناتو في الإطاحة بنظام القذافي عام 2011، والتي ترعى التيارات الإسلامية والإخوان المسلمين الليبيين، تسعى للحفاظ على دور فعال على الساحة الليبية. لكن ميل الدوحة لصالح الإسلام السياسي، وهو التيار الذي خرج خاسرا من الانتخابات التشريعية التي جرت في ليبيا عام 2014، يتعارض مع توجهات المشير حفتر الذي يتهم قطر بإمداد خصومه بالأسلحة. من جانبها تكرر قطر بانتظام اتهامها لحفتر "بعرقلة الجهود الدولية الرامية إلى إقامة حوار وطني ليبي"، وذلك عبر "تحركات الميليشيات المسلحة" المنضوية تحت قيادته. وبدعمها لحكومة الوفاق الوطني، تدخل الإمارة الخليجية الغنية بالنفط في حرب نفوذ مع السعودية وحلفائها الخليجيين الذين يدعمون المشير حفتر والذين قاطعوها في يونيو/حزيران 2017.