قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022، ترصد فرانس24 بلغاتها الأربع نبض الناخب الفرنسي. سنسافر وإياكم عبر أرجاء فرنسا، من شمال البلاد إلى جنوبها، وصولا إلى أقاليم ما وراء البحار لنتطرق للمحاور الأساسية في برامج المرشحين خلال الحملة الانتخابية. سنتحدث عن اقتصاد فرنسا، ثقافتها، نظامها الصحي، قطاعها الزراعي، البيئة والأمن ومواضيع أخرى في برنامج "محطات انتخابية".

“مستشفیاتنا تخطت ھذه الأزمة ونجحت في استقبال جمیع المرضى الذین طُلب منا الاعتناء بھم.. لقد اعتنینا بمرضى فيروس كورونا ولكن أیضا بمرضى آخرين. لكن لا يمكن الخروج سالمين من أزمة كهذه. ”
– البروفسور إیمانویل أندریس -رئیس اللجنة الطبیة لمستشفیات ستراسبورغ الجامعیة

على مدار أكثر من سنتين، سيطر الحديث عن معدلات العدوى واللقاحات والنقص الكبير في وحدات العناية المركزة على النقاش العام الفرنسي، ما جعل الرعاية الصحية على رأس قائمة أولويات الناخبين. من مدينة ستراسبورغ شرق فرنسا نبدأ رحلتنا. في الأشهر الأولى من انتشار الوباء، كانت المنطقة شرارة انفجار العدوى، حيث سجلت أسوأ حصيلة للوفيات في البلاد.
يميل الفرنسيون إلى الافتخار بنظام الرعاية الصحية الخاص بهم. ولكن مع انخفاض ميزانيات المستشفيات ومعضلة نقص الأطباء والممرضات، وفي ظل وباء مازال يلقي بظلاله يبحث الناخبون عن ضمانات بأن صحتهم ستكون بين أياد أمينة.

"ما نحتاجه لرفع هذه الرقابة الذاتية هو أن يقول القادمون من خارج هذه المناطق لهؤلاء السكان ولهذه الجمعيات إنهم يحملون شيئا مبتكرا ومذهلا"
سليم قرابسي، ناشط وعضو في جمعية "ملح الحياة"

يحظى الأدب والسينما والموسيقى بمكانة خاصة لدى الفرنسيين. قطاع الثقافة يوظف 1.3 مليون شخص ويدرّ أكثر من 47 مليار يورو على الاقتصاد أي سبعة أضعاف صناعة السيارات على سبيل المثال. لكن أي مستقبل للثقافة الفرنسية بعد أكثر من عام على إغلاق دور السينما والمسارح والمعارض وغيرها بسبب الوباء؟ محطات انتخابية تحط الرحال هذا الأسبوع في مدينة مرسيليا لتسلط الضوء على هذا القطاع وعن صعوبة استفادة الطبقات الهشة والأحياء الفقيرة من الثقافة التي بقيت حكرا على النخبة رغم تعدد الثقافات فيها.

"عدم ربط المنطقة بالسكك الحديدية يمثل مشكلة حقيقية بالنسبة إلينا. نحن نعيش مرحلة الانتقال البيئي، علينا استخدام السيارة بشكل أقل والاعتماد بشكل أكبر على وسائل النقل الجماعية. هنا ليس بوسعنا القيام بذلك هذا غير ممكن".
إيريك كوريا، رئيس منطقة غيريت الكبرى

غالبية الفرنسيين من سكان المدن، لكن واحدًا على الأقل من كل خمسة ناخبين يعيش في الأرياف. مع استمرار التضخم السكاني للمدن، بدأت البلدات والقرى الفرنسية الصغيرة في فقدان الخدمات العامة التي كانت تعتمد عليها. محطتنا ستكون منطقة كروز في العمق الفرنسي لفهم التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الناخبون هناك. الغالبية العظمى تشعر بتخلي الطبقة السياسية عنها. سنلتقي أشخاصا يحملون أفكارا ومبادرات لإعادة الروح لمنطقة ريفية هجرها شبابها.

"لقد نشرنا أرقاما حول توجهات النقاشات بشأن السباق الرئاسي، يتم تحديثها بشكل أسبوعي [...] هذا الأسبوع 2,7٪ من هذه النقاشات تمحورت حول مسألة المناخ." الموضوع لا يرتقي إلى مستوى اهتمامات الفرنسيين ولا إلى مدى ضرورة التحرك بشكل عاجل. أمامنا أقل من عشر سنوات للتحرك ولتغيير مسارنا بشكل جذري".
جوستين ريبول، مسؤولة حملة جمعية "قضيتنا جميعا"

في عام 2015 اجتمع زعماء العالم في العاصمة الفرنسية للتوقيع على اتفاقية مناخية تاريخية وملزمة قانونًا. لكن بعد مرور سبع سنوات، من الواضح أن الفجوة بين وعود فرنسا وأفعالها آخذة في الاتساع. نتوجه إلى سولاك سيرمار على الساحل الغربي الفرنسي حيث يعمل تآكل السواحل، بسبب الطقس المتقلب المرتبط بتغير المناخ، على تغيير الحياة. نتحدث إلى منظمة تصر على مساءلة الحكومة من خلال القضاء، ونلتقي بسكان مجبرين على التكيف مع شريط ساحلي يتآكل بسرعة.

"عرفت نانت ارتفاعا ملحوظا في سنوات 2016- 2017 لنوع جديد من الجريمة لم تكن تعرفه من قبل هو جرائم النشل، التي تتمثل في سرقة الهواتف المحمولة واقتلاع القلائد، وهي عمليات قد تكون عنيفة خصوصا في ساعات الليل المتأخرة".
باسكال بولو، مساعد عمدة مدينة نانت مسؤول عن الأمن

يقول أكثر من 80٪ من الناخبين الفرنسيين إن الأمن والجريمة سيكونان من أولوياتهم عند الإدلاء بأصواتهم في شهر أبريل. جذب الارتفاع الأخير في تصفية الحسابات بين العصابات في مرسيليا الأنظار، لكنها ليست بأي حال المدينة الوحيدة التي تعاني من هذه المشكلة. هذا الأسبوع نسافر وإياكم إلى مدينة نانت شمال غرب فرنسا، حيث تزامن النمو السكاني الأخير مع ارتفاع معدلات الجريمة. على مدار العام الماضي، زادت الاعتقالات بسبب الانحراف بأكثر من الثلث. نلتقي بالسكان المحليين الذين نظموا دورية ليلية في محاولة للحفاظ على الشوارع آمنة.

"الجميع لا يتمتعون بنفس حظوظ التفوق، في منظمة الطلبة من أجل المدينة نعمل كثيرا لربط الجامعة بالمدينة، ولاحظنا أن الكثير من الشباب في الأحياء الشعبية لا تتاح لهم فرص الوصول إلى التعليم العالي. هم لا يحظون بتوجيه طوعي بل بما يفرضه التعليم العمومي".
سيدريك لاغل، المندوب الجهوي لمنظمة الطلبة من أجل المدينة فرع شمال فرنسا

حرية ومساواة وأخوة هو الشعار الوطني الفرنسي// هذا الشعار يصطدم بواقع مغاير غلبت عليه اللامساواة والانقسامات وسوء استخدام السلطة. التعليم من بين القطاعات الأكثر تضررا في السنوات الأخيرة، نقص فادح في المدرسين وانقطاع مبكر لعدد كبير من الطلبة عن الدراسة، كما أن أكثر من 15٪ من الأطفال في سن 15 يعانون من ضعف في مهارات الحساب والاستيعاب // ستنتج عنها فيما بعد صعوبات في التشغيل. نسلط الضوء على نظام التعليم الفرنسي من مدينة ليل، الشمال الفرنسي من أبرز المناطق التي يعاني طلبتها من صعوبات في التعليم والانقطاع المبكر عن الدراسة.

"كلنا جزء من فرنسا وهذا يعني أن سكان غوادلوب متساوون مع أي فرنسي أو فرنسية، وفي الوقت ذاته نحن إقليم ما وراء البحار. حتى لو أرادوا تحقيق المساواة الكاملة مع الشعب الفرنسي، إلا أن في الواقع ليس لدينا الماء، والوصول إلى حق الملكية العقارية صعب للغاية"
د. رافائيل لابين، المحامي والرئيس غوادلوب أن موفمان

هذا الأسبوع يقطع فريق فرانس ٢٤ ما يقارب 7000 كيلومتر عبر المحيط الأطلسي باتجاه جزيرة غوادلوب في البحر الكاريبي. كما هو الحال في الاقاليم الفرنسية الأخرى لما وراء البحار لسكان غوادلوب نوابهم في البرلمان. العديد من سكان الجزيرة غاضبون مما يعتبرونه سوء المعاملة المتجذر لدى السلطات في باريس ،في غوادلوب الرواتب منخفضة مقارنة بفرنسا القارية وأسعار الوقود مرتفعة والبنية التحتية المتداعية. كيف سيكون لاحباط سكان الأقاليم تأثير على الانتخابات الرئاسية ؟

"لا يمكن لأحد أن يقول إذا كانت الأزمة خلفنا أم لا. نلحظ عودة تدريجية للمتعاملين معنا. عندما أعدنا فتح أبوابنا في سبتمبر 2021، سجلنا انتعاشا مبهرا [...] لكن بعد ظهور متحورة أوميكرون شهدت الحجوزات تراجعا مذهلا، كما سجلنا الكثير من الإلغاءات."
إيزابيل هالين تاسون، مديرة العمليات لمجموعة ألبار الفندقية

المحطة الأخيرة في رحلتنا الانتخابية تقودنا إلى شوارع العاصمة الفرنسية باريس، عاصمة النور مازالت تعاني من آثار القيود المرتبطة بالوباء والإغلاق الصارم ما تسبب في القضاء بشكل كبير على السياحة. في عام 2021، نما الاقتصاد بنسبة 7٪ وهي أكبر قفزة منذ 52 عامًا. لكن الناتج المحلي الإجمالي لا يزال متأخراً بنسبة 1.6٪ عما كان عليه قبل الأزمة. تقول العديد من الشركات الباريسية التي نجحت في البقاء على قيد الحياة خلال الأشهر القليلة الماضية، إنها لم تخرج بعد من المأزق، في هذه الحلقة سنلتقي أيضًا برواد الأعمال الذين يقولون إنهم يتأقلمون مع الوضع الحالي ليتمكنوا من المنافسة.